louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


  مختارات نوعية | فقه السياحة

موقع ودور السياحة في مشاريع الآخرين

لقد أدرك الآخرون من غير المسلمين واللإسلامين قيمة السياحة، فسخروها لخدمة مشاريعهم، وحشدوا لها كل إمكاناتهم، ورصدوا لها الكثير من أموالهم، ضمن منهجية مترابطة هادفة تحقق غاياتهم التي يرجونها وأهدافهم التي يعملون لها.

أنشأو لذلك شبكات الفنادق ومجموعات المصارف، ومكاتب السفر والسياحة (جواً براً وبحراً) وجندوا آلاف العاملين ليكونوا في خدمة السياح.

فإذا ببرنامج السائح يبدأ باستقباله على المطار، ونقله إلى الفندق، وأخذه إلى المطعم، وتنظيم جولته السياحية، والترفيهية، والتسويقية.

فتجند من أجل ذلك مئات الفنادق والشقق المفروشة والمطاعم والنوادي الليلية والمراقص والمقاصف والمسابح ودور اللهو والمحلات التجارية وخلافه، من خلال منهجية منحرفة تجعل السياحة وسيلة إفساد، وفرصة ابتزاز. فقد يقع في حبائل هذه الرحلات الكثير من الأبرياء والأتقياء والأنقياء لعدم وجود البديل السيلحي النظيف العفيف الشريف.

ولذلك نكون قد مكنا لمشاريع الآخرين في الأرض، ينتبهون الخيرات، ويغسلون الأدمغة، ويفسدون الأخلاق، ويوفرون كل وسائل الرذيلة والانحراف.

*أين موقع السياحة في المشروع الإسلامي؟

·          فأين موقع السياحة لدى الإسلاميين أجمعين؟
·          أين المكاتب التي تعد برامج سياحية هادفة ونوعية؟..
·          أين شركات الطيران، أو النقل البري والبحري ذات الخلفية الإسلامية؟.
·          أين القطاع الفندقي الراقي والملتزم؟..
·          أين النوادي الرياضية والمسابح النهرية والبحرية النظيفة؟..
·          أين المخيمات التي يمكن أن تقام لهذا الغرض، فتكون مكاناً للمبيت، ومسجداً للصلاة، وبركة للسباحة، ومكاناً للرياضة والترفيه، وقاعة للكتب، ومجلساً للتوجيه، وملتقى أصحاب الأعمال من الاقتصلديين الذين يبرمون الاتفاقات ويعقدون الصفقات؟

            الحقيقة المرة أن السياحة – كما سواها – غير واردة في منهجية عمل الإسلاميين، ودورها معطل أو شبه معطل.

وحتى لا نكتفي بالبكاء على أنفسنا وعلى حالنا، فإن علينا والحالة هذه أن نعيد النظر في كامل دورنا، ونجري مسحاً بكل الوسائل التي يمكن أن تسخر في خدمة مشروعنا، لنخرج من دائرة الدرس والموعظة والمهرجان والخطبة والأسرة والحلقة – والتي تحتاج هي كذلك إلى إعادة نظر وتفعيل – إلى دائرة التمكين في الأرض بالعقل والعمل، بالفكرة والمشروع، بالخطبة والمؤسسة..

نحن بمسيس الحاجة إلى تسخير كل ما حولنا من إمكانات بشرية ومالية وتجارية ومؤسسية وتقنية وعلمية في خدمة الإسلام وعلى مستوى العصر، وعندها فقط يمكن أن نكون أهلاً لوراثة الأرض.

-          وما أكثر الشكوى من عدم توافر المال وحالات الفقر لدى الإسلاميين، وأمامهم مئات مشاريع الاستثمار..

-          ما أكثر الشكوى من ارتفاع نسبة البطالة، وهناك آلاف فرص العمل..

-          ما أكثر الشكوى من امتلاك اليهود لوسائل الإعلام، والقطاعات المصرفية والفتدقية وشركات النقل والاتصال، والصناعات المختلفة، والمحلات التجارية الكبرى، وغيرها. ولكن ما أقل المبادرات التي تنقل الإسلاميين من دائرة الشكوى  والأنين السلبية إلى دائرة التنافس الإيجابي ولو خطوة بعد خطرة.

إن اللوبي الصهيوني العالمي لم ينشأ خلال يوم أو ليلة ولا بعفوية وإنما جاء نتيجة جهود جبارة بذلت على كلصعيد وعلى امتذاذ عقود طويلة من الزمن ولا تزال.

فهل نكون من البادئين ولو كنا منتأخرين.. أم نبقى نشتم الظلام دون أن نضيء شمعة؟

بصراحة..         نحن بحاجة إلى نمط من التفكير جديد، وأسلوب من العمل والتخطيط متطور.. بحاجة إلى عقول نيرة، ونفوس متوثبة، وهمم عالية.
بحاجة إلى أن نخرج من عنق الزجاجة التي حبسنا أنفسنا فيها بأنفسنا: تخلفاً وجهلاً وتشاؤماً وإحباطاً ويأساً لأننا نحن المعنيون بقوله تعالى: (فإذا قضيت الصلوة فانتروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون) سورة الجمعة: الآية10. وعسانا نحس لسعة (الدرة – العصا) التي خفق بها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك الأعرابي المنكفئ في المسجد وقد خرج الناس لعمارة الحياة بالإسلام، ونسترجع قولته المشهورة ]قم لا تمت علينا ديننا أماتك الله[.

السياحة عبادة متعددة الشعائر:
            إنه ليس غريباً أن يجمع الله تعالى في آية من آيات كتابه الكريم بين التائبين والعابدين، والحامدين، والراكعين، والساجدين، والآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، والحافظين لحدود الله.. وبين السائحين، وكأن السياحة إحدى أهم العبادات ذات الفوائد والشعائر والقيم المتعددة..

-          فإذا أفضت السياحة إلى التفكير بآيات الله في خلقه من حيث التنوع والتعدد البشري، والتنوع والتعدد الجغرافي والمناخي والطبيعي، مما يؤدي إلى التعرف على سنن الله ويقوي الإيمان به، ويشحذ إرادة الجهاد في سبيله..

-          وإذا أدت السيلحة إلى اكتساب الكثير من المعارف والثقافات والخبرات مما يفعّل الدور الإسلامي..

-          وإذا جعلت السياحة منبراً من منابر الدعوة إلى الله، وتبليغ أمره وشرعه كما سخرت في ابتغاء فضل الله وعمارة أرضه، وتحصيل رزقه، وحيازة القوة المطلوبة والأسباب المرغوبة للاستخلاف في الأرض..

.. فإذا كانت السياح تفضي إلى كل هذه النعم، وتحقق كل تلكم القيم، فإنها تستحق أن تكون محل دراسة وتأمل من الإسلاميين، وأن يكون لها دور موجه فاعل في إطار المشروع الإسلامي. ولا أظن أنها كذلك حالياً.

بين سياحة وسياحة:
فيما سبق تكلمنا عن سياحة المسلم, وكيف أنها تتحول إلى عبادة ينال من خلالها الأجر والثواب..

وهنالك سياحة يقوم بها آخرون تختلف اختلافاً جذرياً عن السياحة الإسلامية, ويعودون بعدها مثقلين بالأوزار.

فما أعظم الفارق بين سياحة الطاعة وسياحة المعصية, سياحة الأجر وسياحة الوزر.

فليمحص السائح سياحته, وليحدد وجهته ومقصده, وليتفكر من جديد وبعمق في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله,ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" رواه البخاري ومسلم.

ما أحوجنا إلى سياحة النظر والفكر والنفس في خلق السماوات والأرض..سياحة المؤمنين في أنفسهم, وفيما حولهم من مخلوقات وأكوان وعوالم ( إن في خلق السموات والأرض واختلف اليل والنهار لأيت لأولي الألبب,الذين يذكرون الله قيما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا بطلا سبحنك فقنا عذاب النار).سورة آل عمران: الآية 190- 191.

·          ما أحوج الدعاة إلى سياحات في عالم الأكوان والفضاء والمجرات تبصرهم بعظمة الله وقدرته وتحفزهم على طاعته وعبادته..
·          وما أحوج الدعاة إلى سياحات تاريخية في سير الصالحين وتراجم العظماء من سلفنا الصالح يخبرون بلاءهم وصبرهم وتضحياتهم ليكون لهم به اقتداء..
·          وما أحوج الدعاة إلى سياحات عبر صراعات الحق مع الباطل، ليروا كيف كانت تتحطم على صخرة الإسلام عروش الطغاة ومكائد الحاقدين. وليعلموا أن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيامالساعة. وصدق الله تعالى حيث يقول: (فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) سورة آل عمران: الآية 138 – 139.

والداعية الذي يبصر دقائق خلق الله في جسمه وفي الحياة من حوله، في الماء والهواء والنبات والحيوان، ويرى عظمة خلقة في اختلاف ألسنة الناس وألوانهم وأمزجتهم وأشكالهم يغدو أشد إيماناً وأشد خشية له وتعظيماً لقدره وقدرته، وهذا معنى قوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) سورة فاطر: الآية 28.

ولذلك حض القرآن الكريم على السياحة والتفكر والتدبر في كثير من آياته، منها قوله تعالى: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير) سورة العنكبوت: الآية 20. (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذينمن قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون) سورة يوسف: الآية 109. (أفلم يسيروا في الأرضفتكون لهم قلوب يعقلون بها أو ءاذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) سورة الحج: الآية 46. (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وءاثاراً في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) سورة غافر: الآية 82. (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها، ذلك بأن الله مولى الذين ءامنوا وأن للكافرين لا مولى لهم) سورة محمد: الآية 10 – 11. (قس سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين، ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون) سورة النمل: الآية 69 – 70.

فوائد ودروس وعبر السياحة

            للسياحة فوائد قد يعجز الإنسان عن إدراكها جميعاً، أو تعدادها على سبيل الحصر. وما ندركه اليوم قد يستدركه غيرنا غداً، لتبقى سنة التطور والتطوير، والجدد ضاربة عبر التاريخ والأجيال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..

            1- فمن هذه الفوائد التعرف على آيات الله في خلقه.. في أجناس الناس وألوانهم وألسنتهم.. في عاداتهم وتقاليدهم، في أفكارهم وثقافاتهم، وفي طباعهم وأمزجتهم، في ميولهم وهواياتهم.. فيزدادوا إجلالاً لله وتعظيماً لقدرته، وإقراراً بعظمته، وإقبالاً على طاعته، ورجاء بعفوه ومغفرته.
(ومن ءاياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إنَّ في ذلك لأياتٍ للعالمين) سورة الروم : الآية 22   
       
           2- ومن فوائد السياحة التعرف على آيات خلق الله في الأرض واخنلاف تكوينها وتضاريسها ومناخاتها ومعادنها وكنوزها وأنهارها وبحارخا وثرواتها، وفوارق ليلها ونهارها، وحرها وبردها:

            - ( إنَّ فِى خَلقِ السَّمَواَتِ وَالأَرضِ واختِلاَفِ الَّيلِ وَالنَّهَارِ لأَيَاتٍ لأولِي الأَلبَابِ) سورة آل عمران: الآية 190.
            -  (وَالأَرضَ فَرَشنَهَا فَنِعمَ الماهِدُونَ) سورة الذاريات: الآية 48.
            - (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شىءٍ مَّوزون) سورة الحجر: الآية 19.
            - (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو ءاذانٌ يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) سورة الحج: الآية 46.

            - (فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا وءاتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم) سورة الأنبياء: الآية 31.

            - (أمَّن خلق السموات وألأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءله مع الله بل هم قوم يعدلون، أمن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً أءله مع الله بل أكثرهم لايعلمون، أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون، أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الريح بشرا بين يدي رحمته أءله مع الله تعالى الله عما يشركون) سورة النمل: الآية 60 – 63
     
            - (خلق السموات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم، هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظلمون في ضلال مبين) سورة لقمان: الآية 10، 11.

            3- ومن فقه السياحة: التعرف على نهايات الظالمين، وعاقبة المجرمين ومصير الطغاة والجبارين، لتطمئن النفس إلى أن العاقبة للمتقين والنصر للمؤمنين، وأن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.

           - قال تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الأخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون) سورة يوسف: الآية 109.

            - وقال سبحانه: (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أثكر منهم وأشد قوة وءاثاراً في الأرض فما أغنى ما كانوا يكسبون) سورة غافر: الآية 82.

            -  وقال جل جلاله: (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثلها) سورة محمد: الآية 10.

            إنه تأكيد رباني على أن سنة التدافع بين الحق والباطل ستنتهي لا محالة بانتصار الحق وأهله، وهزيمة الباطل وجنده.. ولو بعد حين (بل نقذف بالحق على البطل فيدمغه فإذا هو زاهق) سورة محمد: الآية 15.

            - في ألمانيا مررنا بمقر قيادة (هتلر) – الرايخ – الذي  أطبقت جيوشه في فترة من الزمن على روسيا ومعظم الدول الأوروبية.. ثم أصبح أثراً بعد عين، وذكرى للتاريخ بعد هزيمة نكراء؟

            - وفي إيطاليا تذكرنا ما فعله الديكتاتور موسوليني، وما اقترفه من جرائم بحق الشعوب الأوروبية وبعض الشعوب العربية مستذكرين ثورة عمر المختار وانتفاضة الشعب الليبي المسلم. فالعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين؟

            - وفي مصر تذكرنا الفراعنة القدامى والجدد وظلمهم وبغيهم (إنَّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طآئفة منهم يذبح أبناءهم ويستحىِ نساءهم إنه كان من المفسدين، ونريد أن نمن على الذين اسنضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) سورة القصص: الآية 5،4.

            - وفي فلسطين مررنا بالبحر الميت وتذكرنا قصة آل لوط والمصير الأسود الذي لقيه أهل (سدوم وعمورة) بسبب فحشهم وشذوذهم.. (كذبت قوم لوط بالنذر، إنا أرسلنا عليهم حاصباً إلا ءل لوط نجيناهم بسحر) سورة القمر: الآية 34،33. وهكذا لا نكاد نمر ببلد إلا والعبرة ماثلة: (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) سورة ق: الآية 37.

            4- ومن فوائد السياحو والسفر التعرف على ما لدى اللآخرين من علوم وفنون ومستجدات ومبتكرات وأساليب. والحكمة كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها)). فالحياة مدرسة تتسع وتضيق بقدر اتساع أو ضيق دائرة تعرف الإنسان عليها زماناً ومكاناً وظرفاً.. فالإنسان ابن محيطه. فمن كان حبيس بيته كان ابن بيته، ومن كان حبيس قريته أو مدينته أو بلده كان ابن هذه الدائرة. أما من ارتحل في أرض الله الواسعة، يلتمس العبر، ويقلب الفكر، ويستطلع الأحوال والثقافات والمعارف والأعراف والتقاليد والتجارب.. فإنه لا شك سيكون أوسع نظراً، وأعمق تصوراً، وأكثر خيراً، وأعظم أثراً، حيث يكون ابن عصره.

            5- اقتباس العلوم والمعارف واتساع المدارك: ومن فوائد السياحة الاطلاع على ما لدى الآخرين من علوم وثقافات وحضارات وخبرات وتجارب ومهارات وعادات وتقاليد.. والأخذ بالمفيد منها، والمفعل للدور، والمطور للمشروع، والمقوي للأداء..

والملاحظ أن الذين لا يخرجون من دائرة بيئتهم، ومناطق ولادتهم وسكنهم يظلن أضيق أفقاً، وأقل معرفة وإدراكاً، وأبطأ تصوراً، وأقل عطاء من أولئك الذين يتجولون في أرض الله الواسعة، ويتنقلون بين البلاد والشعوب.

والإسلاميون بشكل خاص مطالبون بالسياحة لمعرفة زمانهم وما فيه من قوى وحضارات  ومخترعات وتحديات وخصائص، للتعلم والتعليم، والأخذ والعطاء، والاحتكاك بالغير وإفادته والاستفادة منه في ضوء القاعدة النبوية (( الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها)).

            6- ومن فوائد الياحة الاعتبار بتجارب الآخرين وما مر بهم من حرب وسلم، وضعف وقوة، وصحة وسقم، وغنى وفقر، وتقدم وتخلف.. واستكشاف أسباب كل ذلك والاستفادة من كل ذلك عملاً بالمثل القائل  "من رأى العبرة في غيره فليعتبر". ولقد كان الهدف من القصص القرآني التعلم والاقتباس والاعتبار.. (تلك القرى نقصّ عليك من أنبآئها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين, سورة الأعرلف:الآية 101. وفي آية أخرى (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجآءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين, سورة هود:الآية 120.

7- ومن الفوائد الجليلة للسياحة الدعوة إلى الإسلام سواءً لأهل البلاد أو للجالية الإسلامية الموجودة هناك. واليوم بات الأمر سهلاً وميسوراً لوجود المساجد والمراكز والمنتديات الإسلامية على امتداد العالم. فالدعوة إلى الإسلام في البلاد المختلفة لها فوئد كثيرة ومنافع جمة للداعية وللناس.

فبالنسبة لهؤلاء فإن أثر القادمين عليهم من بعيد أكبرمن أثر المقيمين بينهم, ثم هم بحاجة إلى من يستفتونه من مشاكل غربتهم وحياتهم الجديدة. راجع فقه الاغتراب من كتابنا نحو صحوة إسلامية على مستوى العصر.

أما بالنسبة للدعاة فإن إطلالاتهم الاغترابية وما تحتاجه من إرشاد وتوجيه وتفقيه يتناسب مع البلاد التي يعيشون فيها, والمشكلات التي يواجهونها.. يعطيهم المزيد من الخبرات, ويقدح زناد عقلهم بالجديد من الآراء والأفكار والاجتهادات التي تتناسب مع كل بيئة وبلد..وصدق الله العظيم حيث يقول:(وما كان المؤمنون لينفروا كآفة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) سورة التوبة:الآية 122.

8- ومن الفوائد التي فطن إليها الآخرون وسبقونا إليها ما يتعلق بالحركة الاقتصادية والنشاط الإنمائي.

إن السياحة يمكن أن تكون باباً واسعاً من أبواب التثمير, وإقامة المشاريع الصناعية والتجارية والاقتصادية, وتبادل السلع من خلال عملية التصدير والاستيراد.

والمشروع الإسلامي من خلال تكامله يحتاج إلى إلى القوة الاقتصادية, وبخاصة في عصر بات القرار السياسي مبيناً على الاعتبار الاقتصادي.

ولا أدل على ذلك مما وصل إليه اليهود من هيمنة على اقتصاد العالم وقطاعاته السياحية والمصرفية والصناعية والزراعية وغيرها..

ولقد أدرك الأولون من سلفنا أهمية هذا الأمر فشكلوا القوافل التجارية, وجلبوا أقطار الأرض, يمارسون تجارة الدنيا والدين.. وكانوا يتنقلون على الحمر والبغال والجمال.. فيقصدون البلد تلو الآخر ولم تكن لديهم طائرات ولا سيارات وقطارات أو أي من وسائل النقل الحديثة..

9- ومن فوائد السياحة الترويح عن النفس, والخروج من أسر الروتين المضني للجسم الممل للنفس عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت".

فالسياحة تجد النشاط, وتبعث الحيوية, وتشحذ الإرادة, وتصقل النفس, فيعود الإنسان إلى بلده وكأنه خلق من جديد, وخلقت معه طاقات لم يكن ليشعر بها, وفتحت أمامه آفاق لم يكن ليراها.                    

رحلتي الأولى الى ماليزيا

وحضور مؤتمر الحزب الاسلامي الماليزي

26 – 31 / 5 /1997

* من بيروت الى دبي  :

       اقلعت بنا الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية  في تمام الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر يوم الاثنين الواقع فيه  26/5/1997 ،  حيث كان بصحبتي الأخ الدكتور زهير العبيدي ، والأخ الاعلامي  زكريا بيتية .

        استغرقت الرحلة من مطار يروت الى مطار دبي حوالي الثلاث ساعات ،  قرأت خلالها كتاب [ مشكلات القرن الحادي والعشرين ] لمؤلفه يوسف شراره ، الذي بدا  متفائلا في في نظراته وتوقعاته لطبيعة  ومجريات القرن المقبل ، وأن الانسان سبتغلب على معظم مشكلاته من خلال تقويم مادي صرف  للأمور.

       كان تصوري لطبيعة ومشكلات القرن القادم مختلفا تماما   لما جاء في الكتاب ، ولم أجدني إلا  وقد استخرجت عدة الكتابة من حقيبتي  ،  لافرغ ما في ذهني من  أفكار  فيما يشبه تصميم  كتاب  جديد أسميته بعد ذلك [ مشكلات القرن الحادي والعشرين في ضوء فقه الفطرة ]


* من دبي الى كوالالمبور :

      حطت الطائرة في مطار دبي  للتزود بالوقود واستقبال ركاب جدد ، حيث أقلعت بعد ساعة باتجاه العاصمة الماليزية .

      استغرقت الرحلة حوالي السبع ساعات حيث وصلنا  كوالالمبور حوالى السادسة والنصف فجرا .

*  زيارة ولاية كالانتان KLENTEN   :

      استقبلنا على  المطار عدد من قياديي الحزب الاسلامي  ، ونقلوا الينا رغبة  حاكم ولاية

 [ كالنتان ] نيك عبدالعزيز  المرشد العام للحزب في استضافتنا في مطلع لماليزيا  ، ولقد اقلتنا طائرة صغيرة  من المطار مباشرة الى الولاية المذكورة ، حيث استغرقت الرحلة 45 دقيقة .

      كان في استقبالنا الحاكم وعدد من وزراء الولاية  لتي يحكمها الحزب الاسلامي  من أصل 13 ولاية في ماليزيا .

       بعد استراحة طويلة  في الفندق ،  دعيت لالقاء محاضرة في قاعة المؤسسة الاسلامية التابعة للادارة التربوية في الولاية  ، حيث تناولت دور الاسلام  والمسلمين في استنقاذ البشرية مما تتخبط به من مشكلات على كل صعيد ،  في ضوء السنن الالهية الثلاث : سنة التغيير ، وسنة التدافع ، وسنة التمكين .

* افتتاح مؤتمر الحزب :

      بعد يومين  في ضيافة  حاكم الولاية  ، غادرنا جوا  الى العاصمة   لحضور حفل افتتاح مؤتمر الحزب الاسلامي الثالث والاربعين .

      تم افتتاح المؤتمر رسميا  صباح الجمعة 30/5/1997  .

      كانت كلمة الافتتاح لرئيس الحزب النائب فضل نور رحمه الله  كلمة الذي قوم عمل الحزب خلال السنة المنصرمة ، كما عرض لملامح الخطة الجديدة . وتوقف عند عدد من النقاط الهامة كان ابرزها : >  البطالة وتراجع فرص العمل > الانماء غير المتوازن > سوء التخطيط الاقتصادي > حمل بشدة على التقارب الماليزي الاسرائيلي  معلنا أن الحزب سيتصدى بقوة وشراسة لكل خطوة  من شأنها إقامة علائق ومد جسور جسورمع العدو الصهيوني .

       كان الترتيب أن القي الكلمة الثانية في حفل الافتتاح  ..  حييت الحزب ابتداء  على مجهوداته ونشاطه الملحوظ  في الاطارين الدعوي والسياسي ،  مثمنا  خطوة استلامه الحكم  في ولاية كالانتان ونجاحه الملحوظ في ادارتها منذ سنوات ، إضافة الى التنامي  الملحوظ في شعبية الحزب . ولقد وجهت بالمناسبة كلمة الى رئيس الحكومة [ مهاتير محمد ]  ناشدته فيها أن يكون في خندق الاسلام  ، محذرا  من السقوط في فخ المشروع الصهيوني ، الذي يتحمل مسؤولية الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه ماليزيا وكل الدول الاسلامية الاخرى .

* محاضرة في ديوان المسلمات :

      بعد ظهر اليوم نفسه  كان موعدي  مع   حشد ضخم من  عضوات  الحزب الاسلامي

 [ ديوان المسلمات ]  حيث ألقيت  محاضرة  حول [ دور المرأة المسلمة ] مؤكدا أن المشروع الاسلامي  مشروع  الجميع نساء ورجالا على حد سواء ، محييا دور المرأة الماليزية  اللافت في مسيرة العمل الاسلامي .

      ويذكر أن المراة المسلمة في ماليزيا تشارك بفعالية  في كل مؤسسات واجهزة ونشاطات الحزب الاسلامي  ، وهي ممثلة في  معظم مجالسه القيادية ، إضافة الى  التمثيل  البرلماني .

* محاضرة مؤتمر العلماء :

      في اليوم الثاني دعيت لالقاء محاضرة في مؤتمر العلماء   المنظم من قبل الحزب والملحوظ في فقرات  اعماله . ولقد اشرت في  المحاضرة الى دور العلماء في ترشيد الحركة الاسلامية ، وتوعية  جيل الصحوة ، محذرا من حدوث أي حالة انفصام  بين  الشريحة العلمائية والمسيرة الحركية  ، داعيا الى تشكيل مجاميع علمائية لإحياء الاجتهاد الاسلامي .

* محاضرة جامعة ملايا  :

     على هامش المؤتمر دعيت الى القاء محاضرة في  جامعة ملا يا الرسمية  [ وهي من اعرق واقدم الجامعات  في ماليزيا والدور المجاورة ]

     جرى التركيز في المحاضرة على دور الطبقة المثقفة والمتعلمة في بناء المجتمع الاسلامي  وفق وسائل العصر  ،  كما جرى عرض للمشكلات والتحديات التي بواجهها العالم الاسلامي  على المستويين  الاقتصادي والأمني ،  وختم الحفل بالاجابة على الكثير من الاسئلة  التي طرحا الحضور ،  ثم جرى  تقديم درع الجامعة من قبل رئيسها ز

* كلمة ومحاضر للدكتور زهير العبيدي :

 هذا وكان الأخ الدكتور زهير العبيدي القى  محاضرة في قاعة المؤسسة الاسلامية لولاية كالانتان  بحضور وزراء واساتذة كليات اللغة العربية وعلوم القرآن لكريم .

ثم الق محاضرة في أحد جلسات المؤتمر تحت عنوان  [ الهيمنة الاقتصادية الاميركية وكيفية التخلص منها ،  مبينا أن الاستراتيجية الوحيدة لتحقيق ذلك  يجب أن تلحظ الأمور التالية :

الخروج من دائرة لعبة الدولار وهيمنتها وتحكمها بمقدرات الشعوب وعملاته الوطنية .

التخلي عن اعتماد العملة الخضراء في العلاقات النقدية الدولية  ، والعودة شيئا فشيئا الى نظام المقايضة ، مسعرة على القاعدة الذهبية .

اعتماد منظمة اوبيك  مبدأ التسعير بالعملات الصعبة العالمية بديلا عن الدولار كسعر وحيد .

الخروج على نظام التسليف النقدي والمالي القائم على الفائدة ومعدلاتها الى نظام المشاركات والمضاربات الصناعيةوالتجارية للتخلص من آفة التضخم النقدي وآثاره التدميرية على الحياة الاقنصادية والاجتماعية .

* زيارة الجامعة الاسلامية العالمية :

     على هامش اعمال المؤتمر  قمنا بزيارة  الجامعة الاسلامية  العالمية  -  وهي صرح من صروح  العليم الاكاديمي  المميز  في العالم ،  حيث التقينا رئسيها الدكتور عبد الحميد ابو سليمان ،  وعددا من  المسؤولين والعمداء ، وقمنا بجولة  في كلياتها وأقسامها المختلفة .

العودة الى بيروت : الأحد 1-5-1997

     في الساعة الثامنة من مساء الاحد 1/5/1997  رافقنا  الأخ الاستاذ / عبد الهادي أواغ / نائب رئيس الحزب  وعدد من القياديين الى المطار ، حيث الوداع  والعودة الى ربوع الوطن ، بعد أن شكرنا رئيس الحزب ونائبه وقيادييه واعضاءه على  حسن ضيافتهم ، وسألنا  الله السداد والتوفيق ، وأن يجعل أعمالنا  خالصة له ، وفي ميزان حسناتنا يوم القيامة ، والحمد لله رب العالمين .

رحلة إلى الهند

وحضور المخيم التربوي العاشر 1996

كتب هذا التقرير الأخ زكريا بيتية الذي رافقني في هذه الرحلة وقام بالتغطية الإعلامية كاملة

            لبى الداعية الدكتور فتحي يكن دعوة اتحاد الطلبة المسلمين في الهند للمشاركة في المخيم التربوي العاشر، الذي انعقد في مدينة بنغلور، جنوب الهند، في الفترة ما بين 27 و31 ك1 1996، تحت عنوان: « المشروع الإسلامي بين المعوقات والطموح».

الحضور والمشاركون:
            ناهز عدد المشاركين في المؤتمر الثلاثمائة طالب من مختلف أنحاء الولايات الهندية، ومن مختلف الجنسيات العربية والإفريقية المقيمين في الهند والذين يتابعون دراستهم هناك، حيث قضى بعضهم أكثر من 48 ساعة في القطار للانتقال والمشاركة في هذا المهرجان السنوي.

*نشاطات المخيم: 
            تضمن المخيم عدة محاضرات وندوات فكرية وتوجيهية حيث استضاف إلى جانب الدكتور يكن، فضيلة الشيخ الدكتور نادر النوري (مدير الشؤون الإسلامية في وزارة الأوقاف الكويتية) والدكتور الأستاذ جميل أبو بكر (عضو المكتب التنفيذي للحركة الإسلامية في الأردن)، إضافة لعدد من الكتاب الإفريقيين...

-        المحاضرة الأولى: كانت للداعية فتحي يكن محاضرة تحت عنوان « فقه الفطرة في الإسلام »، تناول فيها القواعد الفطرية الإنسانية وكيف تناولها وعالجها الإسلام وأمر بالحفاظ عليها، مقارنة بتحديات الغرب في الحياة اليومية، وما أدى إليه ذلك من زعزعة السياق الفطري، وإحداث الخلل في تركيبة الحياة عند الإنسان والحيوان والنبات... ودعل يكن المسلمين عامة، والعاملين للإسلام خاصة إلى التزام الخط الفكري والتمسك به تحت شعار (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيَم ولكن أكثر النس لا يعلمون) سورة الروم، الآية 30.

-        المحاضرة الثانية: كانت للأستاذ جميل بكر (الأردن) الذي تناول ذكريات الحركة الإسلامية والعمل الإسلامي في الأدرن وبعض الدول العربية، إضافة لمعاصرته للشيخ الشهيد عبد الله عزام، عارضاً لأسلوب حياته وتربيته، متمنياً على النشئ الطالع أن يكونوا على مستوى التضحيات التي قدمت وتقدم في سبيل إيصال الدعوة إلى ما وصلت إليه من انتشار في شتى أنحاء المعمورة.

-        ندوة مشتركة جمعت العلماء المشاركين الأفاضل، وعقدت تحت عنوان : « المشروع الإسلامي.. المعوقات والطموح»، وتحدث فيها ابتداء الشيخ نادر النوري متناولاً تاريخ المشروع الإسلامي، ومحطاته الأساسية، مسلطاً الضوء على الجوانب المشرقة فيه، عارضاً المدارس التغييرية خلال القرن العشرين، داعياً إلى الإستفادة من التجارب والخبرات وقراءة الماضي قراءة صحيحة تمكن من رسم معالم المستقبل.

-        تبعه في الحديث الداعية فتحي يكن، وركز على أهمية أن يكون العمل الإسلامي في مستوى القرن الحادي والعشرين، وهذا لا يمكن إلا باستشراف معالم هذه القرن، والانطلاق بمشروع إسلامي تغييري موحد ومستقى من جميع المدارس التغييرية، ففي كل منها خير، وكل منها تناول جانباً واهتم بجانب أساسي من جوانب المشروع الإسلامي..

            وأكد يكن أن العمل للإسلام وبالإسلام لا يمكن أن يتقدم ويتطور بالبقاء على أسلوب واحد، ولا نمط واحد، وإنما يوجب تنمية المدارك والإفادة من القدرات والخبرات سعياً للوصول إلى الأفضل ولتحقيق التطور والتقدم والنصر المنشود.

-        الكلمة الثالثة كانت للأستاذ جميل أبو بكر، الذي تنول بعض معوقات المشروع الإسلامي، وكيف كانت ترسم لحلول عبر تاريخ العمل والدعوة داعياً إلى تسجيل جميع التجارب، والتأريخ لها، سعياً للإفادة.

في دار السلام:
            على هامش المؤتمر، حاضر الداعية يكن في قاعة (جمعية دار السلام) التي تعنى بشؤون المسلمين في الهند. وتناول الداعية يكن أوضاع المسلمين في شتى بقاع الأرض والمستوى الحضاري الذي يتوجب أن يكونوا عليه، تماشياً مع التطور والتقدم التقني والعمراني الذي يشهده العالم كل يوم..

            وشدد يكن في حديثه على مستوى تعامل المسلمين من خلال سلوكهم وأخلاقهم مع غير المسلمين، مع الحفاظ على المبادئ والكرامة والحقوق الإسلامية من أن تنتهك..

نشاطات الزيارة:
            خلال زيارته إلى الهند، كانت للداعية يكن لقائات مع أفراد الطائفة الإسلامية الهندية، من أساتذة وفعاليات دعوية واقتصادية وتجارية..

            كذلك كان لقاء مع وفد من الأخوات الهنديات المسلمات، قطعن ما يزيد عن (15 ساعة) بالقطار لمقابلة الداعية يكن، حيث جرى في اللقاء عرض الإنجازات والأعمال التي يقمن بها حفاظاً على العمل النسائي الإسلامي في الهند، وطلبن إرفادهن بالخبرات وخلاصة التجارب، وما يمكن الإفادة منه في سبيل تثبيت وضع المرأة المسلمة في الهند.

            كذلك زار الدكتور يكن مقر رابطة رعاية النساء، التي تعنى بشؤون المرأة وأطفال المسلمين، واطلع على المشاريع القائمة، وأهمها مشروع بناء مدرسة.. إضافة إلى عدد من حلقات ودروس التربية الدينية والدورات الصيفية والشتوية، التي تهيئ أولاد المسلمين وتعنى بتربيتهم.

مشاهدات:
يبلغ عدد سكان الهند ما يقرب من (950 مليون نسمة) مسلمة، وأكثرية من تبقى من الهندوس وبعض الأقليات المسيحية وغيرها..

لعل من أهم المشاهدات لزائر (شبه القارة الهندية)، وأبرز الملامح البارزة، هو الفقر، الذي يعم غالبية الشعب الهندي..

وينتشر الفقر بشكل واضح بين الهنود، الذين يعيش عدد كبير منهم في بيوت من (التنك) وعلى حوافي الطرقات والشوارع وقرب أماكن تصريف المياه.. ولكن ذلك لا يعني أن الهند تقتصر معالمها على الفقر وحسب، بل إن البلاد متقدمة من نواحي عديدة، وفي الهند عدد من الصناعات الخفيفة الهامة، والثقيلة، التي تطال مجالات التصنيع العسكري،والجوية منها على وجه الخصوص، ولكن يمكن ملاحظة الفوارق الطبقية الفاضحة.

وللهند علاقات متميزة مع الكيان الصهيوني، من الناحية العسكرية والاستخباراتية، وقد تم مؤخراً التوقيع على اتفاقية تجارية بين نيودلهي وتل أبيب، كما سجلت في هذا الإطار زيارة الرئيس الصهيوني (عايزر وايزمان) إلى الهند، ويتم استخدام هذه العلاقة بين الجانبين في إطار الحرب التي تشنها الهند على الحركة الإسلامية في إقليم (كشمير) الخاضع لاحتلال القوات الهندية.

(كتب التقرير : زكريا بيتية)


عرض الكل
moncler