louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


  مختارات نوعية | أيها المتفائلون:"لا تضيعوا أوقاتكم،الإستراتيجية الأمريكية ثابتة"

بقلم المهندس:ربيع حرّوق
 اثر الممارسات العدوانية التي شنتها الإدارة الأمريكية على الأمة العربية والإسلامية بقيادة أسوأ رئيس للولايات المتحدة الأمريكية "جورج بوش"وبعد وصول "باراك حسين أوباما"إلى سدة البيت الأبيض في تطور لم يعرفه المشهد السياسي الأمريكي من قبل، سادت بعض الأوساط العربية النخبوية أجواءً من التفاؤل مفادها أنّ تغييراً ما ستشهده الإدارة الأمريكية الجديدة باتجاه الساحة العربية والإسلامية خاصةً بعد تأكيد الرئيس الجديد على سحب قواته وجحافله العسكرية من العراق والإعلان عن إغلاقه لمعتقل "غوانتانامو".
في حقيقة الأمر ليس بالإمكان توجيه اللوم الشديد لهذه النخب التي ما تفاءلت سوى لأنّها ترغب بأن ترفع أمريكا الأذى والهيمنة عن مقدرات العالم العربي والإسلامي وفق سياسة ترسيخ نفوذ القطب الواحد الذي مارسته إدارة بوش بطريقة فاقعة لم يسبق لها نظير في عالم السياسة الحديث.
هنا،لابدّ من الإشارة إلى أمر تأصيلي هام يتعلق بالتشريعات الدستورية التي بموجبه تقوم الدول وخاصةً صاحبة النفوذ التوسعي الدولي وذلك تحت عنوان "ثبات الاستراتيجيات وتغيير السياسات"،فالدول لا تتغير استراتيجياتها إلا عبر تغييرات حادة وإجمالية في أوضاعها الجذرية(العسكرية،الإيديولوجية،والاقتصادية)،كتغيير البيريسترويكا الذي أطاح بالاتحاد السوفياتي والتغيير الثوري الذي أطاح بحكم الشاه في طهران والغزو العسكري للعراق الذي أدى إلى قلب نظام الحكم فيه رأساً على عقب، لذلك يستخدم الأمريكيون باستمرار تسمية" الإدارة الأمريكية" تعبيراً عن ثبات الإستراتيجية وتغيير السياسات لتحقيق الأهداف استراتيجياً،من هنا يتوجب على النخب المثقفة في أمتنا وخاصةً المتفائلة منها بوصول شخص من ذوي الأصول الإفريقية المقهورة في أمريكا منذ قيامها أن تدرك أبعاد التسويق الإعلامي الذي واكب النقلة النوعية(وفق التسويق الأمريكي) للرئاسة الأولى في واشنطن.

إن الحملة الإعلامية المنظمة التي تستهدف الترويج لصورة جديدة للولايات المتحدة تختلف عن تلك الصورة التي أطلت بها على أمتنا خلال حكم "بوش" ينبغي أن تتحطم أمام أول تصريح للرئيس الجديد الذي أعلن من خلال وزارة خارجيته بأنّ موقفه لم يتغير ولن يتغير من المقاومة الفلسطينية التي تقاوم المحتل الصهيوني بهدف إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني،حيث أنّ تصريحه هذا يعتبر عمليا بمثابة استمرار دعم إدارته الجديدة الكيان الصهيوني بالأسلحة الأمريكية المتنوعة التي قتّلت ومزّقت أطفال أمتنا في غزّة والعراق وأفغانستان،على هذه الحملة التسويقية أن تتهاوى عندما يسمع ويرى العربي صاحب النخوة والشهامة كيف قام مدبر الاستخبارات الأمريكية بالجزائر في إدارة"أوباما" الجديدة باستدراج نساء جزائريات واغتصابهنّ بعد أن قام بدس مادة مخدرة لهنّ وسط استياء جماهيري دفع بالحكومة الجزائرية إلى الصمت لما تبذله وكالة CIAمن جهد في دعمها ومساندتها في تعقب عناصر القاعدة في الجزائر!!
لذلك،على الأنظمة العربية أن تدرك بأنّ الرئيس الجديد"أوباما"ليس بزعيم العالم المنتظر،فقد آن لأحادية القطب أن تنتهي خاصةً بأن الرئيس الجديد قد شاهد بأم عينيه الفشل العسكري في العراق وأفغانستان والفشل المالي العالمي وأزمة الغلاء والصعود الجنوني ومن ثمّ الهبوط المفاجئ لأسعار النفط، أضف إلى انضمام الآلاف من مواطنيه إلى سوق العاطلين عن العمل،وكذلك استعراض القوة الروسية في الحديقة الخلفية لأمريكا والغزو الروسي لجورجيا رغم الدعم الأمريكي لها مع ما حملته هذه العملية العسكرية من رسائل عديدة لجميع حلفائها في العالم حيث بدؤوا يفكرون ملياً بجدوى الاعتماد على الحليف الأمريكي المتخبط بملفات داخلية وخارجية متشعبة ومعقدة!!!
إنها وقائع وشواهد تؤكد على ضرورة عدم التفاؤل بالتغيير السياسي الذي حصل في أمريكا إذ أنّ السياسة الدولية قادمة باتجاه عالم متعدد الأقطاب أصبحنا نتلمس معالمها،وهكذا كما تنبأ"فرانسيس فوكوياما" في كتابه الذي أحدث جدلاً في الأوساط العالمية "نهاية التاريخ"بأنّ خروج بوش الابن لن يكون أمراً عادياً بل مصحوباً بالكوارث والأزمات وربما إيذانا بنهاية القرن الأمريكي الذي بشّر به المحافظون الجدد في أمريكا.
إنها متغيرات دولية ستعيشها الأمة في السنوات القادمة فهلاّ استفادت الأنظمة منها معيدةً التفكر والتأمل بتجربة الاتحاد الأوروبي الذي لاتجمع شعوبه سوى الانتماء للقارة الواحدة وبالتالي المصالح السياسية والاقتصادية وتجربة المقاومة في غزّة التي حطّمت أسطورة جيش لايقهر باستخدامها لثلاثين بالمائة من قدرتها العسكرية فقط،أم أنّ هاجس الشرطي الأمريكي ووجود الكيان الصهيوني الغاصب وسط أمتنا العربية سيحولان دون تحقيق حلم شباب الأمة الواحدة من إنشاد أغنية "الحلم العربي الواحد".


عرض الكل
moncler