• إلى نفسي الأمارة بالسوء، حيث لم يأمن غوائلها حتى الأنبياء والمرسلون، بدليل قوله ت تعالى في قصة يوسف عليه السلام: [وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ] (يوسف:53).
• إلى النفس البشريةالتي تحيا بالطاعة، وتموت بالمعصية، حيث وصفها الإمام البوصيري في قصيدته فقال:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه
إن الهوى ما تولى يُصم أو يَصم
• إلى النفس البشرية التي تخوض معترك الصراع بين عوامل الهداية والغواية، والتي جاء تصويرها في قوله تعالى: [وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا] (الشمس:6-10).
• إلى النفس المستنهضة دائماً بالخطاب القرآني [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ] (الزمر:53-55) .
• إلى كل نفس بشرية، حتى لا يعتريها اليأس فتقعد وتستسلم لشيطانها، أقدم هذا الكتيب، لعله يكون معيناً على الهداية، مبعداً عن الغواية، مذكراً بما جاء في بردة البوصيري رضي الله عنه وأرضاه، حيث يقول:
يا نفس لا تقنطي من ذلة عظمت
إن الكبائر في الغفران كاللمم
لعل رحمة ربي حين يقسمها
تأتي على حسب العصيان في القسم
والله المستعان وعليه التكلان
المؤلف