وجه النائب السابق الداعية الدكتور فتحي يكن الرسالة التالية الى الرئيس الأميركي بوش :
أنتم تشعرون وتعرفون أن العالم يكرهكم ، وأن كراهية العالم لكم الى ازدياد !!
لقد ازدادت كراهية العالم لكم بعد حربكم القذرة على أفغانستان .. وهي اليوم ـ وحيال اصرارركم على ضرب العراق ـ باتت الكراهية متاججة ملتهبة صاخبة غاضبة ، تطبق آفاق العالم ، وتكتسح عواصمه ومدنه ، وتحرك شعوبه ، ومؤسساته الأهلية ، وقواه المدنية ، عبر مسيرات احتجاج واستنكار [ مليونية ] لم يعرف التاريخ لها مثيلا من قبل !
ومع هذا فلا زلتم تتساءلون : لماذا يكرهها العالم ؟
والأنكى من كل ذلك ، والأغرب ، أن تعمد إدارتكم الى تشكيل لجنة خاصة ، لاستكشاف أسباب كراهية العالم لكم ولدولتكم ومؤسساتكم جميعا !
وقد كان من الأجدى للإدارة الاميركية أن تشكل لجنة لتبحث عن صفة واحدة من شأنها أن تحبب الآخرين بها !
صورة أميركا في العالم هي التالية :
* أميركا دولة الارهاب منذ نشأتها ، والارهاب من الصفات المذمومة التي تزرع الكراهية
لا الحب ! ويكفي أنها لاتستعمل حق النقض [ الفيتو] إلا حيال القضايا العادلة كقضية فلسطين!
* أميركا دولة الفاشية العالمية والمافيات الدولية والقهر والظلم والطغيان ، وكلها صفات تزرع الحقد في الشعوب !
* أميركا تدوس مباديء حقوق الانسان ، في حريته وكرامته وثروته وأرضه وأمنه واقتصاده ، فأنى للانسان أن يحب من يفعل ذلك !
* أميركا أبادت الانسان في اليابان ، وفيتنام ، وكوريا ، والصين ، وأفغانستان ، ودول اميركا اللاتينية ، وهي تدعم اسرائيل في ابادتها الشعب الفلسطيني ، وتتحضر لحرب ابادة في العراق .. ثم بعد هذا كله تتسأل : لماذا يكرهها العالم ؟
·أميركا قامرت باقتصاد العالم وعملات العالم من خلال لعبة الدور القذرة ، مما ادى الى
انهيار دول وافلاس اخرى والى أزمات معيشية بلغت حد الجوع والعري والمرض ، وهي بعد ذلك تنتظر ان يحبها العالم !
· أميركا تسببت بنصيب كبير من التلوث البيئي نتيجة تصدير نفاياتها الصناعية
وتسويقها الى دول العالم ، فسممت هواءها وتربتها وماءها ، واصابت انسانها بمختلف الامراض والأوبئة الفتاكة !
·أميركا تضرب بارادات ومصالح الشعوب والدول الاخرى عرض الحائط ، ولا ترى
إلا مصلحتها هي .. فكيف لاتكرهها فرنسا والمانيا وغيرها من الدول الاوروبية والاسيوية والافريقية ، بل وتعمل على إسقاطها وإزالتها ؟
·لقد وصل جنون العظمة بالولايات المتحدة الاميركية ، أنها باتت تهزو وتهزر ، وتستخف بعقول الدول والشعوب وتصف حروبها وارهابها بأنها تهدف الى : إرساء دعائم الديمقراطية والحرية في البلاد العربية والاسلامية وفي العالم ، وسترعى حقوق الانسان وستحقق المساواة والعدالة بين الناس ، وستهيء فرص العمل للعاطلين !
· لا بل ، بلغ العتو والقحة والوقاحة لدى إدارتكم حدا هستيريا غير مسبوق ، حين تطاولتم على الاسلام ، ووعدتم بتقديم [ إسلام معدل ] أي اسلام أميركي ، وسمحتم لأنفسكم بالتدخل في مناهج المعاهد والجامعات الاسلامية ، وسياسات دور الفتوى ووزارات الاوقاف وغيرها !
وبالرغم كل هذا وذاك ، فلا زلتم تسألون : لماذا يكرهكم العالم ..
سندعكم الى تساؤلاتكم وحيرتكم ، لاتهتدون الى جواب ، وبخاصة بعد ان استقالت رئيسة
لجنة الاستقصاء عن سبب كراهية العالم للولايات المتحدة الاميركية من منصبها !
ما يجب أن تعرفه الولايات المتحدة الاميركية ، هو أنها مجرمة بحق البشرية جمعاء ،
وأن يديها مضرجة بدماء الأبرياء في كل مكان ، وأن إجرامها وإرهابها وعبثها بمصائر الشعوب الامنة والمستضعفة ، وتفردها بالقرار الدولي يشكل خلفية كره العالم لها ، وهو بالتالي سيعـّجل في نهايتها ..
تلك هي سنة الله في الظلم والظالمين وفي الطغيان واهله ، مصداقا لقوله تعالى :{ وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا } صدق الله لعظيم ، وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .
الخميس 3 محرم 1424 هـ الموافق 6/3/2003 |