louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


عمر التلمساني

المربي والداعية الرباني عمر التلمساني  رحمه الله

المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين

1904- 1986م

هو الإمام الأستاذ الداعية عمر عبد الفتاح مصطفى التلمساني، تولى منصب المرشد العام بعد وفاة المرشد العام الثاني الأستاذ حسن الهضيبي رحمه الله.

ولد مرشدنا الجليل في مدينة القاهرة سنة 1904م، وترجع أصوله إلى تلمسان – مدينة غرب الجزائر، كان جده ووالده يعملان في تجارة الأقمشة والأحجار الكريمة.. أما جده فكان سلفي النزعة، طبع كثيراً من كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، تلقى دراسته الابتدائية في الجمعية الخيرية، ثم التحق بالمرحلة الثانوية بالمدرسة الإلهامية، ثم انتظم في كلية الحقوق، وتخرج سنة 1933م فاتخذ له مكتباً في شبين القناطر، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في تلك المدة، فكان أول محام ينضم للجماعة، ويوقف فكره وجهده دفاعاً عنها، كما كان من المقربين من الإمام حسن البنا يصحبه في أسفاره وجولاته داخل القطر المصري، ويستعين به في كثير من الأمور.

عُرف الإمام التلمساني بالصلابة والقوة داخل السجون، ولم يلن قط لإرهاب أو تهديد، حيث قضى في سجون الظالمين ما يقرب من عشرين عاماً.. كان من أكثر الإخوان صبراً وجلداً، ورغم سوء المعاملة وقسوة العذاب فكان لسانه لا يفتر عن ذكر الله سبحانه، ودعوة إخوانه إلى الصبر والثبات حتى خرج من سجنه سنة 1981م، فما زادته إلابتلاءات إلا صلابة وثباتاً.

وكان يقول : ما خفت أحداً في حياتي إلا الله، ولا يمنعني شيء من الجهر بكلمة الحق التي أؤمن بها مهما ثقل وقعها على الآخرين، ومهما لقيت في سبيلها من العنت، أقولها هادئة رصينة مهذبة، لا تؤذي الأسماع، ولا تخدش المشاعر، وأتجنب كل عبارة أُحسُّ أنها لا ترضي محدثي أو مجادلي، فأجد الراحة النفسية في هذا الأسلوب، ولئن لم يكسبني هذا الأسلوب الكثير من الأصدقاء، فإني وقيت به شر كثير من الأعداء .

هذا الأسلوب الراقي في الحوار، لم يكن متكلفاً بل كان سمة بارزة لأقواله وأفعاله وأخلاقه، وعلاقته بالأفراد والجماعات والجماهير والقادة وسائر الناس، مؤمن بمبادئ الإخوان المستقاة من الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة،ويرى أن هذه الجماعة هي الحركة الإسلامية الصادقة في هذا العصر.

كان الإمام التلمساني محبوباً من شرائح المجتمع المصري وطبقاته جميعاً يحبه الأقباط ويحترمونه، حتى إن رجال الدولة يهابون مواقفه ويعرفون فضله.

كان الإخوان يرون فيه القدوة ويتسابقون للتلقي عنه، وتنفيذ ما يأمر به، حيث كان الحب في الله جوهر العلاقة بينه وبينهم، والعمل على تطبيق شرع الله، ومرضاة الله عز وجل مبتغاهم.. فكانت دروسه ومحاضراته ونصائحه وتوجيهاته تحثّ الأمة وبخاصة الشباب وأصحاب الرأي، والنخبة من العلماء كي يتحملوا المسؤولية، وينهضوا بالتبعة، ويؤدوا دورهم كل في موقعه، لتعود للإسلام قوته لتحكم ويسود حكمه، فتلك مهمة الدعاة إلى الله في كل عصر وحين، وهي رسالة الله إلى أنبيائه، ومن ثم إلى ورثة الأنبياء من العلماء العاملين والدعاة الصادقين والمؤمنين المخلصين.

لقد حفظ الله هذا الدين برجال إذا ذكرهم التاريخ جثا على ركبتيه، لهم تهفو القلوب، وبذكرهم تزول الغشاوة، أحبهم الله فحببهم الله إلى خلقه.. وإمامنا هذا من أولئك الذين أحبهم فحببه الله إلى خلقه.

كانوا لله، فكان الله لهم، اصطفاهم لخدمة دينه، وإعلاء رايته، فهذا شرف لا يعلوه شرف، ومقام لا يدانيه مقام، وتلك صفات منحها اله سبحانه لكل هؤلاء الإخوة الكرام الذين حملوا عبء هذه الدعوة لأنهم أهل لذلك، وقد اتصف إمامنا بصفات كريمة هي صفات الدعاة الصادقين ، ومن هذه الصفات :

1.  زهده في الدنيا:

كان إمامنا رحمه الله فقه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر رحمه الله: ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) [رواه البخاري].. فلم يركن إلى الدنيا منذ أن التحق بركب الدعوة بل زهد فيها كل الزهد، خدم الدعوة بقلبه ولسانه وجسمه، فقلبه كان مطمئناً بذكر الله وحب هذه الدعوة، وبلسانه بمحاضراته ودروسه ومقالاته في الصحف، وجسمه كان يتحرك في كل اتجاه، ويتعبه في دعوة الناس إلى الله.. ولم ييأس، عرضت عليه أموال ليخدم بها الدعوة فأبى، وقال لمن عرضوا عليه المال : لقد جئتكم داعياً ولم آتكم جابياً. رفض أن يأخذ أجره من إحدى الصحف التي كان يكتب فيها مقالاته الدعوية، وقال(لن أتاجر أبداً بتاريخ الإخوان، إني داعٍ إلى الله).

2.  صبره واحتسابه:

كان الإمام التلمساني من الصابرين القدوة، ففي سجنه – سجن الواحات – ذي جو قاري، قارس البرد، شديد الحر والعواصف الرملية الشديدة، تقلق الراحة، وتقض المضاجع، وتزعج النفوس، كان رحمه الله يقابلها بابتسامة الرضا العذبة، وجَلَد المؤمن القوي الواثق، كان هو البلسم الشافي لإخوانه، وتثبيتهم، وكان يأبى أن يخدمه أحد بل كان يخدم نفسه بنفسه في كل أموره.

3.  صدعه بكلمة الحق:

نحسب أنه – رحمه الله – كان من الذين قال الله فيهم " الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله.. صدع بكلمة الحق في وجه ( السادات ) قابله يوماً فاتهمه السادات فرد عليه بكل جرأة، وناداه باسمه وشكاه إلى الله، وهو يسمعه وعندما سأله من المرشد العام للإخوان؟ قال التلمساني: أنا المرشد العام، وقد كانت عقوبة من يرأس جماعة غير مرخصة تصل إلى خمسة وعشرين عاماً، لقد قالها الإمام التلمساني محتسباً هذا لوجه الله، ولو مهما ترتب عليها من أمور.

4.  عفة لسانه:

كان عفيف اللسان حلو الكلام لم يؤذ أحداً بلسانه، وينقل عنه قوله : أخذت على نفسي عهداً بألا أسيء إلى إنسان بكلمة نابية، حتى ولو كنت معارضالأ له في سياسته، حتى ولو آذاني.. إن عملي في سبيل الله هو الذي حمل البعض على إيذائي والإساءة إليّ، والنيل مني فكنت أُكِلهُ إلى الله غير مبال بما يفعل، ولا على ما يترتب من تصرفاته نحوي.. ولا عجب فهذه أخلاق السلف تجسدت في أحد أتباعهم في زمن عزّ فيه الرجال .

5.  ومن أقواله رحمه الله:

( علمني الإمام حسن البنا رحمه الله أن الظالم لا يحرقه إلا عدم اهتمام الناس بقوته ) لقد دخل الإخوان المسلمون سجون عبد الناصر وتركوا أولادهم وزوجاتهم بلا معيل فاحتسب الإخوان عملهم هذا لوجه الله، فحمى الله أولادهم وزوجاتهم، وكل من صبر على المحنة واحتسب وحمد الله وشكر فهو بسطة في العيش وسعة من الرزق وعلو المنصب وذلك الفضل من الله..

ولـه آثار مشهورة ، ومؤلفات قيمة في الفكر الإسلامي منها : شهيد المحراب عمر بن الخطاب، الإسلام والحياة، آراء في الدين والسياسة، الملهم الموهوب حسن البنا، بعض ما علمني الإخوان المسلمين، وغيرها الكثير.

إن السجن قد خرّج رجالاً عظماء صقلتهم المحنة، خرجوا كالجبال في شموخهم وصمودهم، حفظوا القرآن ونهلوا العلم وتغلبوا على شهوات النفس، فثبتوا وصبروا على حقهم، فإن كانت أبدانهم قد وهنت، فإن أرواحهم قد أصبحت أكثر تعلقاً بما عند الله، ومن هؤلاء الرجال خرج الإمام عمر التلمساني، فلقد أعده الله ليقود هذه الجماعة في هذه المرحلة، فكان الربان المناسب الذي قاد السفينة وسط الأعاصير بحكمة وصبر.

لقد انتشرت الدعوة في عهده انتشاراً لم يكن له مثيل، وأقبل الشباب على الإسلام حتى صار التيار الإسلامي هو الغالب في الجامعات والنقابات وأصبح للإخوان مركزهم وثقلهم المشهود بفضل الله والثبات على الحق.

"والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون"

 المـراجــع :

·    مجلة المجتمع عدد ( 1138 ) شوقي الأسطل .

·    من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة / عبد الله العلي العقيل .


 
 
moncler