تواجه الصحوة الاسلامية في هذا العصر معوقات علىكل صعيد .. وهذا ليس بمستغرب .. فالاسلام منذ العهد النبوي الأول ، وعلى امتداد التاريخ الاسلامي واجه الكثير الكثير من التحديات والمعوقات والمؤامرات .. وسيبقى الاسلام في ميدان المواجهة حتى يرث الله الأرض ومن عليها. فالاسلام دعوة الحق ، ومن طبيعة الحق أنه في معركة دائمة مع الباطل ، وهذه سنة الله في الحياة ، ولن تجد لسنة الله تبــديلا : { وكذلك نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ، ولكم الويل مما تصفون }
المعوقات كثيرة ، ويصعب حصرها وإحصاؤها ، وحسبي أن اتناول بعضا من عناوينها مع شيء من الشرح ، تاركا التفصيل والتوسعة لغير هذا المقام :
أبدا بالتحديات الداخلية لأنها الأهم والأخطر على المشروع الاسلامي .. هذه التحديات تتمثل في العديد من الظـــواهـر، من ذلك :
* ظاهرة تعددية الكيانات والفئات والمشاريع على الساحة الاسلامية .. مما يستهلك طاقاتها في صراعات داخلية تشغلها عن أداء دورها ، كما عن مواجهة خصومها وما يراد بها ويعد لها . فليس هنالك من مشروع اسلامي عالمي واحد في مواجهة تحدي العولمة أو عالمية التحدي .
* ظاهرية اختلاف وتناقض المنهجيات الاسلامية المعتمدة ، وبخاصة في السنوات العشر الأخيرة حيث طفت على ساحة العمل الاسلامي أنماط شتى من المنهجيات الموغلة في التطرف والغلو ، بجانب أخرى قبورية توشك أن تعطل دورة الحياة ، وسنة الأخذ بالاسباب ؟
* ظاهرة التخلف ورفض التطور ، والعمل على تأصيل هذا المنحى ، إذ هو بزعم أصحابه ، ابتداع في الدين .. مما يؤدي الى الجمود عن فهم طبيعة العصر ، والقعود عن الاعداد المتكافيء ومستوى العصر ؟
* ظاهرة إنكفاء وتدني المستوى التربوي بمفهومه الكامل ومنه الروحي ، نتيجة تعطل العمل بفقه الاولويات ، وغلبة النزعات الشخصية ، وتعدد مراكز القوى ، وعدم ملاءمة المناهج والبرامج التربوية مع تحديات ومتطلبات العصر ، وعدم الأخذ بسنة الثواب والعقاب ، وندرة المربين وضعف المحاضن التربوية .
* عدم الأخذ بوسائل العصر في إعداد الكوادر القيادية وتأهيلها، عبر دورات تدريبية ، بحسب المهمات والأدوار والاختصاصات .
* عدم الاهتمام بمعايير ومتطلبات الجودة والاتقان في قطاعات العمل المختلفة ، في زمن بات الأداء والانتاج في العالم ، كما المؤسسات ، محكوما بشهادة [ الايزو] ، مما يخالف النص النبوي القائل : { إن الله يحب من أحدكم إذا عمل العمل ان يتقنه }
|