louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


  مرصد الداعية يكن | حركات ومذاهب في ميزان الإسلام  -  11/11/2015 تأليف الداعية الدكتور فتحي يكن"رحمه الله"

حركات ومذاهب في ميزان الإسلام

 

تأليف الداعية الدكتور فتحي يكن"رحمه الله"

 

 


لتنزيل الكتاب كاملاً

 

 

 

المقدمة

اعتزازنا بالإسلام يشتدّ يوماً بعد يوم... وإيماننا بجدارة هذا الدين لقيادة البشرية في ازدياد مستمر.. وفشل الاتجاهات الزمنية والقيادات السياسية في توفير السعادة والاستقرار للإنسانية المعذبة ليؤكد على الزمن ما ليس بحاجة إلى تأكيد وهو أن المستقبل لهذا الدين...
ولقد شهدت المنطقة العربية خلال ربع القرن الأخير محاولات متلاحقة من التجارب الفاشلة على كل صعيد...
فعلى الصعيد السياسي فشلت الاتجاهات (القومية) في إقامة أي شكل من أشكال الوحدة أو الاتحاد حتى بين قطرين اثنين من الأقطار...
وعلى الصعيد العسكري تسبب هذه الاتجاهات ـ على الأقل ـ بهزيمة الخامس من حزيران وبطعن القضية الفلسطينية في الصميم.
وعلى الصعيد الاقتصادي أخفقت النظريات المستوردة ـ رأسمالية واشتراكية ـ في إيجاد مجتمع الكفاية والعدل، وتأمين الاستقرار والرفاه لهذا الإنسان في أية بقعة من بقاع العالم.. بل إن هذه المذاهب والنظم الوضعية زادت مشكلات البشرية تعقيداً، ولم تقدّم بين يدي تجاربها الكثيرة المتلاحقة تجربة واحدة يمكن اعتبارها ناجحة!!.
فالدول التي تمارس تجارب (التطبيق الماركسي) مثقلة بالأزمات والتناقضات في مجالي التخطيط والتنفيذ وفي كل مجال، فمشكلات التأميم ومشكلات التموين ومشكلات الغلاء ومشكلات حرب الطبقات وغيرها أصبحت من الظواهر البارزة في تلك المجتمعات...
كذلك الدول التي تمارس تطبيق (النظام الحر)  هي  الأخرى غارقة في طوفان مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية كمشكلات الاحتكار والبطالة والربا والتسلط الفردي وغير ذلك من المشكلات التي لا حصر لها ولا عد... ذلك أن هذه المذاهب والنظم الاجتماعية والاقتصادية لم تحاول الارتفاع بحلولها وتصوراتها فوق  (الواقع المادي) لأنها جزء منه ومظهر من مظاهره وفاقد الشيء لا يعطيه...
ولا نكون مفتئين أو مبالغين إذا قلنا أن المقاييس التي اعتمدتها هذه المذاهب الحديثة ـ القومية ـ الرأسمالية ـ الشيوعية ـ الاشتراكية ـ في (تقييمها) للواقع البشري الإنساني ليست بشرية وليست إنسانية... وأمثالها قد يصلح ولكن لمجتمعات (بهيمية) ليست في حاجة أساساً لغير المتطلبات المادية الصرفة... أما أن تكون مرشّحة لتنظيم حياة الإنسان ذات المطالب والحاجات والخصائص الفطرية المتعددة فهذا مما لا تستطيعه بحال لأنها تفقد عناصره الأساسية...
إن الإنسان يعاني من خواء روحه أضعاف ما يعاني من خواء بطنه، وإن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الناجمة عن اهتزاز المثل العليا وانعدام القيم الرفيعة لا تُدانيها أزمات أخرى...
ولقد أصبح مسلّماً به أن ما تعاني منه البشرية من مُعضلات ومشكلات ناشئ في الأصل عن انحراف التصّور (العقيدي) الكون والإنسان والحياة، وبالتالي عن انعدام الضوابط (الأخلاقية) لدى الإنسان...
إن الإنسان إنسان (بروحه وجسمه) وينبغي أن (يقيّم) هكذا روحاً وجسداً غير منفصليْن... وينبغي أن يكون منهجه في الحياة كذلك متكاملاً يشبع حاجة البدن كما يشبع حاجة الروح سواء بسواء...
وتَحَقّق هذا التلاحم والتناسق بين متطلبات المادة والروح وحاجات الجسم والنفس موقوف على وجود منهج تتوافر فيه كل الخصائص الإنسانية والفطرية...
والإسلام... المنهج الوحيد الذي (قيّم) الإنسان هذا التقييم الفطري، لاحظ متطلباته النفسية والروحية، وحاجاته العضوية والمادية... وعلى ضوء هذا التصور والتقييم الدقيق الكلي جاء صياغة المنهج الإسلامي، فكان المنهج الذي يتلاءم مع كل بيئة وعصر...
ومن يوم نُكبت هذه الأمة بغزو الحضارات المادية لأفكارها ومعتقداتها، وباجتياح الفلسفات والمبادئ الوضعية لمفاهيمها وتصوراتها، دهمتها الخطوب والفتن، وعمتها المصائب والمحن فلم تعد تعرف طعم السعادة والاستقرار...
إن الأمة تتحمل كامل المسؤولية أمام الله والتاريخ حين تتخلى عن الإسلام وتتبنى الأفكار والنظم الوضعية الزائفة.
وهذا الكتاب إنما هو محاولة متواضعة لكشف النقاب عن بعض هذه الاتجاهات التي ضللت الأمة ولا تزال تضللها تحت شعارات خادعة كاذبة... إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ){الأنعام:153}. 


6- رجب 1390هـز
6-أيلول 1970م.
المؤلف.


  عرض كل الأخبار
moncler