الوطن تكشف خطة شارون النهائية التي تحظى على تأييد اقليمي ودولي:
ضم المستوطنات ورسم الحدود النهائية وتأجيل مسألة القدس مقابل التطبيع الشامل
آرئيل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي أطلع قبل عام جهات اقليمية ودولية في مقدمتها الادارة الأمريكية على عناوين خطة الحل السياسي مع الفلسطينيين، وأجرى مشاورات واتصالات سرية بهذا الشأن انتهت بموافقة هذه الجهات على الخطوات السياسية التي سيقوم باتخاذها شارون وصولا الى التوقيع على معاهدة سلام مع الجانب الفلسطيني.
تقول تقارير اسرائيلية خاصة أن شارون تلقى وعودا اقليمية ودولية بالضغط على الفلسطينيين للقبول بقواعد الحل الشاروني وبنوده، وبالمقابل تعهد شارون بعدم التراجع والمضي قدما في خطته. وخلال عام كامل استنهض شارون كل ما لديه من امكانات لتعزيز موقعه السياسي رئيسا للحكومة حتى يتسنى تنفيذ ما رسمه وخطط له. وعندما أحس برغبة معارضيه في حزب الليكود بمحاصرته واسقاطه، أو اضعافه وشل قدرته على اتخاذ القرار وتمرير أفكاره خاصة بعد أن طرح خطة فك الارتباط واشتداد حدة المعارضة بعد تنفيذ الخطة، قرر الانسحاب من الليكود وتشكيل حزبه الجديد (الى الأمام) وفي تسمية الحزب هذه دلالات كبيرة.
تضيف التقارير ، أن ما يؤكد الرضى والاتفاق الاقليمي على أفكار شارون، التأييد العلني والسري من جهات عديدة لحزب شارون الجديد وترى فيه القادر على انجاز حل تاريخي مع الفلسطينيين يحدث زلزالا أكبر قوة من اتفاق أوسلو، ووصفت التقارير الحزب الجديد ب (حزب الحدود) وأنه في حال فوز حزب شارون فانه سيسعى الى ترسيم حدود اسرائيل النهائية. وكشفت التقارير الخاصة أن شارون يمتلك خطة جاهزة لترتيب الكتل الاستيطانية بشكل يضمن ايصالها وربطها باسرائيل وضمان السيادة الاسرائيلية على نقاط استراتيجية في الضفة الغربية مع وضع خاص في غور الأردن.
هذه التقارير تؤكد أن هناك خطة سياسية شاملة في جعبة شارون تنطوي على تنازلات كبيرة من وجهة نظر اسرائيلية، بشأن الضفة الغربية تحفظ المصالح الاسرائيلية وتشمل تنازلات واخلاء لبعض المستوطنات التي تعتبر ذات أهمية من الدرجة الثانية، وقسم منها بات يشكل عبئا أمنيا على اسرائيل، واستنادا الى مقربين من شارون اطلعوا على بعض تفاصيل الخطة، أنها أي الخطة ستفاجيء حتى حزب العمل، وأن الحدود التي ينوي شارون رسمها من جانب واحد للدولة الفلسطينية المؤقتة ستكون الى حد ما قريبة من حدود العام 1967. وتفيد التقارير أن شارون يريد بل قرر الانطلاق في هذا الحل وانهاء معظم المشاكل مع الفلسطينيين لأنه يرغب في أن يكون (الجنرال) الذي يرسم الحدود النهائية لدولة اسرائيل وادخال أكبر عدد ممكن من المستوطنات في حدود الدولة، وأنه سينهي ما بدأه في غوش قطيف على حدود القدس.
ومن أجل ذلك يرغب شارون في الوصول الى كنيست مستقر يضمن له تمرير خطته وأفكاره من خلال تحالف مع حزب العمل. وجاء في التقارير الخاصة أن شارون سيمضي قدما الى حد توقيع معاهدة واتفاق دائم مع الفلسطينيين وتأجيل البحث والنظر في قضية القدس. وجاء في التقارير أن شارون فتح قناة سرية مع حركة شاس رافعا من مستوى الاغراءات التي سيقدمها للحركة ودفعها لدخول الا ئتلاف والتصويت على خططه السياسية الدرامية، تماما كما فعلت شاس عندما دعمت اتفاقية أوسلو في عهد حكومة اسحق رابين. وتعترف التقارير أن اتصالات شارون السرية مع جهات اقليمية ودولية شجعته على الاحتفاظ بخطته والعمل على تنفيذها مستثمرا الظروف والتطورات في المنطقة والتي تصب في صالح هذه الخطة، كما أن هذه الجهات تعهدت بانطلاق حملة تطبيع عربية واسلامية شاملة تدعم شارون وحزبه الجديد برضى وتأييد فلسطيني، كما أن الر ئيس الأمريكي جورج بوش كما تقول التقارير تعهد خطيا بدعم خطة شارون والعمل لدى الجانب الفلسطيني على تمريرها ترهيبا وترغيبا والبدء بتهيئة الساحة الفلسطينية شخوصا وأحداثا ومقدرات وخطوات لقبول الخطة، وان أدى الأمر الى تنفيذ الخطة من جانب واحد أي من جانب اسرائيل ثم يتبع ذلك القبول الفلسطيني والاعتراف بالأمر الواقع.
التقارير عرضت بعض بنود خطة شارون التي ينوي تنفيذها في حال فوزه وتمكنه من تشكيل حكومة تتمتع بالأغلبية، ومن بين هذه البنود:
- رسم حدود اسرائيل وابقاء الباب مفتوحا لتبادل أراض يبقي لاسرائيل أغلبية يهودية داخل حدودها.
- اعلان الدولة الفلسطينية منطقة منزوعة السلاح، مع ملحق لهذا البند يحدد عدد قطع السلاح الخفيف في أيدي قوات الأمن الفلسطينية، مع تحديد عدد هذه القوات.
ـ اشراف بشكل من الأشكال لاسرائيل على المعابر البرية والبحرية والجوية.
ـ مرابطة قوات أمريكية ومحطات انذار على تلال وجبال غور الأردن مع حزام امني اسرائيلي. ـ الاحتفاظ ببعض المستوطنات كمواقع وقواعد عسكرية لمدة 25 عاما قابلة للتجديد، باتفاق الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
ـ ضم الكتل الاستيطانية الكبيرة الى اسرائيل.
ـ الجدار الفاصل أمر واقع والاتفاق على عدد من البوابات لمسائل انسانية.
ـ حرية الطيران الاسرائيلي بشقيه المدني والحربي في سماء الدولة الفلسطينية.
ـ بناء سبع مناطق صناعية في مناطق محددة لاستيعاب آلاف العمال.
ـ تحديد أسماء السلع والمواد التي يحق للسلطة الفلسطينية استيرادها أو ادخالها عبر المعابر.
ـ أفضلية اقتصادية لاسرائيل في تعامل الدولة الفلسطينية مع دول العالم.
ـ تفكيك المنظمات المسلحة ودمجها في السلطة أو تحولها الى أحزاب سياسية.
ـ السماح لمائة وخمسين ألفا من الفلسطينيين في الخارج بالعودة الى الدولة الفلسطينية.
ـ اتفاق ومشروع دوليين وبدعم دوليين يدعم توطين أو تعويض اللاجئين الفلسطينيين.
ـ تأجيل بحث مسألة القدس الى خمس سنوات قادمة.
ـ لجان مشتركة للتنسيق في الميادين المختلفة لمدة خمس سنوات، بعدها يصار الى اعلان التمثيل الدبلوماسي.
ـ تواجد طواقم أمريكية وأوروبية في الدولة الفلسطينية محدودة العدد للتدخل في حل الخلافات بين اسرائيل والدولة الفلسطينية.
ـ قبول مشاركة أو اشراف تركي أردني والتنسيق مع دائرة الأوقاف الاسلامية بالنسبة للأماكن المقدسة.
ـ فصل الحي اليهودي في الخليل عن الأحياء العربية.
ـ حل منظمة التحرير الفلسطينية ووقف نشاطاتها المختلفة.
ـ لا يحق للسلطة الفلسطنية عقد اتفاقيات دفاعية مع أطراف أخرى.
ـ اطلاق سراح المعتقلين على فترات تستمر ثلاث سنوات.
وكشفت التقارير عن أن عددا من زعماء حزب العمل يعلمون بهذه الخطة، وان كانوا لا يلمون بكل تفاصيلها. واضافت التقارير أن طاقما اسرائيليا وأمريكيا مشتركا يرفع تقاريره الى كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش وآرئيل شارون رئيس وزراء اسرائيل ورسوا قبل فترة ليست بالطويلة ما أسمته التقارير بمواصفات بعض القياديين الفلسطينيين، وأنها رفعت توصية بمحاصرة بعض هؤلاء، وابعادهم عن دائرة صنع القرار والتأثير حتى لا يشكلوا عقبة في طريق تمرير الخطة، بمعنى أنهم غير مقبولين من جانب الدوائر الأمريكية والاسرائيلية، وفي المقابل دعم واسناد قيادات أخرى بكل الوسائل.
وأكدت التقارير أن الأدارة الأمريكية وعدت رئيس الوزراء الاسرائيلي بانتزاع موافقة سورية على الخطة المذكورة، واستقلال الأوضاع التي تمر بها دمشق لصالح الخطة. وذكرت التقارير أن آرئيل شارون رئيس الوزراء الاسر ائيلي سيعلن خطته كاملة في ندوة يعقدها أحد مراكز البحث الاسرائيلية، وعلى الأرجح في مركز هرتسليا متعددة المجالات، وهو نفس المكان الذي أعلن فيه خطته المسماة بفك الارتباط من جانب واحد. |