الدائرة الكبرى خيار : الوحدة والمقاومة والصمود· الدوائر الإ نتخابية الكبرى تؤسس لمشاريع حضارية على المستوى الوطني والعربي والاسلامي. لابد من تسجيل التالي بين يدي الكلام عن قانون الانتخابات النيابية وبخاصة ما يتعلق منه بالدوائر الانتخابيية : [1] تعتبر الدائرة الانتخابية الضيقة الخيار الانسب للزعامات التقليدية ، التي يمكن أن تطيح بها الدائرة الكبرى ، كما تعتبر المرتع الخصب للاطروحات الطائفية والمذهبية والفئوية ، ولمشاريعها التغريبية المشبوهة ؟ [2] إن اعتماد الدائرة الضيقة يؤدي الى نشؤ حكم الاقطاعات والكونتونات المناطقية ويعيق قيام دولة المؤسسات المنشودة ، او دولة القانون الموعودة، ويحعل لبنان باستمرار في مهب الريح ،وفي مواجهة الفتن والصراعات والحروب الداخلية ، والاختراقات الخارجية ؟
[3] إن اعتماد الدائرة الضيقة يحول دون قيام مشاريع سياسية قادرة على الارتقاء بالحياة السياسية ، ويبقي على الحالة المترهلة للمجالس التشريعية والتنفيذية ، ويدعم بقاء ظاهرة المحاصصة ، وترويكا الحكم ، وصراع الرئاسات ؟ [4] إن اعتماد الدائرة الضيقة من شأنه أن يهز الولاء الوطني ، ويضعف الانتماء العربي ، في زمن التحديات الاقليمية والدولية ، وعصر الاتحادات القارية ، واجتياح العولمة لكل المقدرات والمقومات القطرية ؟ [5] والأهم من كل هذا وذاك ، فإن خيار الدائرة الكبرى هو خيار الوحدة والمقاومة والصمود ، في زمن الطغيان الاميركي والعربدة الاسرائيلية .
أخيرا .. إن القوانين – كل القوانين – يجب أن تكرس التقدم والتطور لا التراجع والتقهقر ، وأن تفصل على مقاس مصلحة الوطن وليس مقاسات الزعامات ومصالحهم وأنانياتهم ؟ وأن تلحظ الجدوى من وراء تعديل القانون ، في ضوء التجربة التي مر بها والنتائج التي خلفها . الاربعاء 3 شعبان 1423هـ / الموافق 9 تشرين الأول 2002 م |