louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


  الملف الشيشاني | لؤلؤة القوقاز  -  16/4/2009

مازال الشيشان يتذكرون أيام الازدهار والرخاء التي عاشوها قبل أن تهجم الحرب بأنيابها الشرسة لتحطم وتدمر كل أوجه العمران والحياة في منطقتهم. وعاش الشعب الشيشانى في فترة ازدهار بسبب انتعاش الاقتصاد في ظل ثروة بترولية ضخمة وصل إنتاجها في عام 1971 إلي أكثر من 21 مليون طن. واشتهرت مدينة جروزني آنذاك بلقب "لؤلؤة القوقاز" بسبب تمتعها بكافة وسائل المواصلات البرية والجوية.
أما اليوم، فمن ينظر إلي جروزني يجد إنها أصبحت هيكلا لمدينة امتلأت بناياتها بثقوب قذائف المدفعية والانفجارات التي هزت المدينة في فترة النزاع المسلح من 1994 إلي 1996 بين الجنود الروس والجماعات المتمردة فى الشيشان. وعندما اندلعت حرب أخرى استمرت ثلاث سنوات، تدهور الاقتصاد وهبط إنتاج البترول إلي نحو مليون طن سنويا.
تحت خط الفقر
ويعيش معظم السكان تحت خط الفقر ويعانون من معدلات بطالة مرتفعة. ولا يزيد دخل نحو 63 في المئة من السكان عن 20 دولارا في الشهر. وتتطلب هذه الأوضاع المأساوية مساعدة المجتمع الدولي لوقف معاناة آلاف الأشخاص وتخفيف الصعوبات الجمة التي يواجهونها يوميا.
ويعد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة المنظمة الوحيدة التي تقدم الغذاء لضحايا النزاع في الشيشان حيث بدأ إرسال المساعدات في يناير 2000. وحتى اليوم حصل أكثر من 330 ألف شخص على مساعدات تصل إلي نحو 153 ألف طن من الاغذية.
وتشكل النساء العمود الفقري للعديد من العائلات المشردة بفعل الصراعات في الشيشان. وتضطر النساء لمساعدة أسرهن بعد اعتقال أو مقتل أزواجهن فيما يسافر عديد من الرجال إلي الخارج بحثا عن العمل.
مأساة أسرة ساستا ساديولفا
وتحدثت تاتيانا شبريكوفا، أحد موظفات برنامج الأغذية، إلي نساء يجسدن هذه المأساة والإصرار على استعادة حياتهن الطبيعية. وعندما اندلعت الحرب في الشيشان في عام 1994، هربت ساستا ساديولفا وأسرتها من قصف المدفعية والانفجارات إلي مكان أمن في مقاطعة انجوشيتيا. واعتقدت العائلة في أول الأمر، انهم سوف يقضون في هذا المكان فترة مؤقتة، وحلمت ساديولفا بالعودة إلي مدينتها مرة أخرى لاستئناف حياتها اليومية. ولكن العائلة ظلت عامين في انجوشيتا في مخيم يضم النازحين متحملين برودة الشتاء وحرارة الصيف الملتهبة.
 
وفى عام 1996 وضعت الحرب أوزارها، وحزمت العائلة أمتعتها البسيطة للرجوع إلي بلدتهم إلا انهم لم يكونوا على استعداد لمواجهة تغيير كبير سوف يطرأ على حياتهم. فشوارع مدينة جروزني الهادئة التي كانت تزينها الأشجار والغنية بالبترول المكتشف في عام 1893، تحولت كليا إلي دمار وخراب ومدينة أشباح.
وفى ظل هذه الأوضاع التي تؤكد أن الحياة لن تدب في أوصال هذه المدينة قريبا، انتقلت العائلة إلي قرية تقع في الجبال حيث يقطن بعض الاقارب. ولكن وقعت مأساة أخري، عندما جرح ارثر ابن ساديولفا بسبب انفجار وقع في طريق عودته من المدرسة.
وبدأت هذه الأحداث الدرامية تؤثر على صحة ساديولفا مما حال دون ان تواصل العمل لدعم عائلتها. وفى العام الماضي، تقابلت ساديولفا مع طبيب نفساني من جمعية أهلية تدعى "كرامة المراة" حيث تلقت دعوة لحضور محاضرات إرشادية يدعمها برنامج الأغذية العالمي لتحصل كل شهر على حصة غذائية من البرنامج للمواظبة على المشاركة في هذه الجلسات.
الوجبات الغذائية
وتقول ساديولفا "ساعدتنا الوجبات الغذائية التي حصلنا عليها من برنامج الأغذية على العيش ، وبدأ شعاع الأمل يخترق حياتنا مرة أخري. وبفضل هذه المحاضرات، يمكننى الآن مشاطرة معاناتي مع نساء أخريات وهو ما ساعدنا كثيرا. اشعر الآن بكثير من الحماس لأعمل من أجل عائلتي."
ساعدتنا الوجبات الغذائية التي حصلنا عليها من برنامج الأغذية على العيش ، وبدأ شعاع الأمل يخترق حياتنا مرة أخري
ساديولفا 
ومنذ عام 1994، تسبب الصراع في الشيشان في وقوع السكان تحت ضغوط نفسية كثيرة وإحساسهم بعدم الأمان. والنساء هن في اغلب الأحول من يتحمل هذه الأعباء حيث تفقد الكثير منهن أزواجهن، ويضطررن إلي العناية بعائلاتهن. وفى الشيشان، لا تجد النساء تشجيعا من المجتمع للحصول على الإرشادات النفسية خارج نطاق العائلة.
وشجعت الحصص الغذائية التي قدمها برنامج الأغذية العالمي للنساء على قبول المشاركة فى فصول الصحة النفسية التى شاركت فيها ايضا بعض الأرامل.
رايا أومروفا: سيدة شيشانية قوية
اما رايا اومروفا التى تعيش فى جروزني مع ابنتها وولديها فمثلها مثل أي سيدة شيشانية حيث تتحلى بالقوة وتتمتع بشخصية متفتحة تخفي ملامحها مأساة شكلت حياتها. ففى أثناء الحرب الأولى، ظلت اومروفا وعائلتها في جروزني، وتمكنوا من تفادي قصف الصواريخ والمدفعيات بيد أن زوجها هجرهم دون عودة. ونجحت اومروفا في الحصول على عمل لمساعدة عائلتها.
إنني متأكدة من وجود نهاية لهذا الكابوس الذي نعيشه. سمعت أن برنامج الأغذية العالمي ينفذ مشروعا للتدريب المهني للنساء النازحات في الشيشان
وتعرف النساء الشيشانيات بتفانيهن في العمل وحرصهن الشديد على مساعدة عائلاتهن. وتواجه العائلات هناك مصاعب جسام من جراء غياب المياه والخدمات الصحية، وصعوبة الحصول علي الغذاء الكافى، بيد أن النساء تكد من أجل توفير لقمة العيش لاسرهن.
وعندما اندلعت الحرب الثانية في عام 1999، قررت اومروفا البقاء في الشيشان. ولكنها اضطرت تحت قذف المدفعية الكثيف والعشوائي إلي الهروب من جروزني إلي انجوشيتا. وتركت اومروفا كافة متعلقاتها وأمتعتها في جروزني للعيش في مخيم معتمدة على المساعدات الإنسانية التي تقدم لها من المنظمات الدولية مثل برنامج الأغذية العالمي.
ومرت الأيام والسنوات وكبر الأبناء، وزادت أعباء الأسرة. وتزوجت ابنة اومروفا، ميلانا، وأنجبت طفلا. واحتفلت العائلة بهذا المولود أملا في العودة إلي جروزني. بيد أن الأيام لم تمض على نفس الحال حيث أصيبت ميلانا بمرض الشلل الدماغى مما أعاقها عن الحركة والعمل. وتخلي الزوج عنها عندما وجد زوجته مريضه ولا أمل لها في للشفاء.
وبعد مرور ست سنوات، مازالت اومروفا تعيش في المخيم وترعي ابنتها المريضة وحفيدها. وعندما انتهت الحرب في عام 2003، لم يعد لدى العائلة أي ممتلكات وكانت بحاجة كبيرة إلي المساعدة. وقالت اومروفا: "إنني متأكدة من وجود نهاية لهذا الكابوس الذي نعيشه. سمعت أن برنامج الأغذية العالمي ينفذ مشروعا للتدريب المهني للنساء النازحات في الشيشان."
وبالانتظام في دورات الحياكة وتصفيف الشعر وغيرها من المهارات المهنية حصل كل مشارك على حصة غذائية من برنامج الأغذية. وعندما تنتهي الدورات، يحصل كل خريج على شهادة رسمية تمكنه من تقديم الخدمات للمعاقين في إطار مشروع برنامج الأغذية الخاص بالغذاء مقابل العمل.
وتري اومروفا أن إمكانية حصولها على وظيفة يمكن أن يحول حلم عودتها إلي الشيشان إلي حقيقة. وقالت اومروفا: "أريد أن أتعلم شيئا للاعتماد على نفسي."
مأساة جديدة: ليلى أديفوفا
اما ليلي اديفوفا فهي اصغر أخواتها العشر الذين نُفي والدهم إلي كازاخستان أثناء موجة الترحيل الجماعي التي قام بها جوزيف ستالين للشعب الشيشاني في عام 1944. وبعد أن أطلق سراح الاب، انتقلت العائلة إلي صربيا مفعمين بالأمل في انهم سوف يتمتعون بحياة افضل، إلا أن المأساة بدأت تنسج خيوطها عندما وافت المنية جدتها عندما كانت ليلي تبلغ من العمر عاما واحدا. وكان ينقص العائلة الكثير من الاحتياجات التي عجز الأب عن تلبيتها، لذا توجهت العائلة إلي الشيشان حيث توفي الأب بعد فترة. وانتهي الأمر بدخول ليلي وبقية اخوتها إلي دار للأيتام في الشيشان حيث قضوا طفولتهم هناك.
ولم تكن الحياة سهلة، وان كانت هناك لحظات سعيدة. فبعد الانتهاء من الدراسة، بحثت ليلي عن فرصة عمل لغسل الصحون. وعندما بلغت التاسعة عشرة من العمر، التقت ليلي مع عبد القادر، وكللت علاقتهما بالزواج بعد عامين.
انتهي الأمر بدخول ليلي وبقية اخوتها إلي دار للأيتام في الشيشان
وغادر العروسان المدينة متوجهين إلي مدينة ستاربول في جنوب روسيا لتربية الماشية، وأنجبت ليلي بمرور السنوات ثلاثة أطفال يتمتعون بصحة جيدة. وفى عام 1990، في جو يسوده توقعات بتغييرات في الشيشان وتوفير فرص عمل، عادت ليلي وعائلتها إلي جروزني وهو قرار كلفهم الكثير اذ تدهور الاقتصاد في الشيشان وقلت فرص العمل، وكانت عائلة ليلي تجد بالكاد ما يسد رمقهم من الطعام. وتتذكر ليلي عندما كانت تقف في الشارع وسط الثلوج المتساقطة لتبيع الحلويات إلي الأطفال.
وفى عام 1994، بدأ الوضع في الشيشان في التدهور عندما دمرت الحرب أمال مئات الآلاف من السكان. ومع اشتداد القتال، اضطرت العائلة إلي الفرار من جروزني في عربة ترفع الراية البيضاء ليعرف الجيش انهم غير مسلحين، ألا أن القصف الجوي لم يفرق بين مسلح واعزل. وتتذكر ليلي عندما كانت تحضن أولادها داعية ألا يصيبهم أي مكروه وان يبقي شخصا واحدا في العائلة على قيد الحياة حتى يدفن الآخرين. بيد إنها لم تعرف ما كان يخبئ القدر لها: أن تكون هي نفسها الشخص الوحيد في العائلة الذي يبقي على قيد الحياة.
ولا تتخيل ليلي كيف تحلت بالقوة والصبر لتجمع أشلاء عائلتها لتدفنهم (أطفالها الثلاث وزوجها). ولم تمض هذه الصدمة بسلام، وقضت ليلي عاما كاملا في مستشفي نفسي. ولحسن الحظ كان أخيها يعيش بالقرب منها موفرا لها الرعاية والأمان ألا انه سافر للعمل بالخارج تاركا أخته وحيدة في الشيشان. • وعانت ليلي مرة أخرى من ويلات الحرب في عام 1999، وفرت إلي انجوشيتا، وتعيش حاليا في منازل مهجورة، وتحصل على المساعدات من جانب برنامج الأغذية العالمي فقط.
وبالرغم من هذه التجارب العنيفة التي عانت منها، مازلت ليلي تتمسك بالأمل في الحياة، فهي تبتسم عندما تتحدث عن عائلتها وأبنائها، ثم تبدأ بالبكاء.
وتحلم ليلي، وهي في منتصف الأربعينات، بان تحصل على منزل لتتمكن من تبني طفل، وفتح متجر لكسب الرزق. وتأمل أن تتمكن من الرجوع إلي الشيشان عندما تكون مؤهلة نفسيا، وتشارك في مشروع برنامج الأغذية الخاص بالغذاء مقابل التدريب حيث إنها مقتنعة أن هذا التدريب سوف يكسبها الكثير من المهارات لتتمكن من الحصول على وظيفة مناسبة.
ويساعد برنامج الأغذية أكثر من 30 ألف نازح يعيشون في انجوشيتا منذ أكثر من عشر سنوات، وليس لديهم أي وسيلة لكسب قوتهم


  عرض كل الأخبار
moncler