louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


  الملف الكشميري | اسد كشمير المسلمة  -  16/4/2009

 لنا أن نتفهم متطلبات البحث عن السلطة، وضريبة اللهاث وراءها ، لنا أن نقدر البريق اللامع لكرسي الحكم الذي قد يدفع البعض أن يتنازل عن كل شيء وأي شيء في سبيل هذا المقعد الوثير الذي من أجله ذلت أعناق الرجال وبيعت المبادئ وتغيرت الأفكار والمعتقدات ، فمرض جنون السلطة والهوس بالمناصب ، مرض عضال لا يخرج من قلب صاحبه إلا بعد خروج الروح .

كشمير أحد البقاع السحرية والملتهبة في العالم ، وأحد بؤر الصراع الذي لا ينتهي بين الإسلام والوثنية الهندوسية ، كشمير دخلها الإسلام في القرن الثامن الهجري ، وقامت بها حضارة إسلامية كبيرة ومزدهرة ،ظلت طيلة خمسة قرون [744هج ـ 1234هج ] بعدها سادت الفوضى البلاد بسبب الإحتلال الإنجليزي الذي سيطر علي القارة الهندية بأسرها ، وقام ببيع كشمير لأسرة هندوسية هي أسرة الدوجرا، وذلك سنة 1262 هج ، وتحت حكم الهندوس عاني الكشميريون معاناة شديدة ، وتعرضوا لأشد أنواع الإضطهاد والنكال والتشريد ، وكانوا وقتها يعانون من الضعف والتفرق بحيث لم يستطيعوا تنظيم صفوفهم لمقاومة الظلم الهندوسي ، حتى ظهر الشيخ محمد عبد الله وكان رجلاً طموحاً نشيطاَ متعدد المواهب ، يجيد اللعب بعواطف الناس ومخاطبة آمالهم ، ولكنه كان شديد الحرص علي الزعامة والظهور ، محباً للتصدر والقيادة بكل قوة ، حلمه برياسة كشمير لا يفارقه ، وبسبب هذه الطموحات الجامحة ، جهر الشيخ محمد بانتقاداته لحكم الهندوس وقاد المظاهرات المنددة بالطغيان الهندوسي ، فاعتقل عدة مرات وزج به في غياهب السجون لسنوات ، فارتفعت مكانته بين الناس ، ونادوا به زعيما لكشمير ، ولقبوه بأسد كشمير ، وكان هناك نقص في القادة الكشميريين وقتها ، مما سهل طريق الزعامة للرجل .

ظل الكشميريون يرون في الشيخ محمد عبد الله قائدهم الأوحد والمعبر عن آمالهم ، والمتحدث بلسانهم ، حتى ظهر قادة جدد في كشمير ، وممن ينتسب للعلم مثل الشيخ مير واعظ محمد يوسف مؤسس جمعية نصرة الإسلام ، و الزعيم تشودري غلام ، وكلا الرجلين من أنصار حزب الرابطة الإسلامية الذي ينادي بإقامة وطن خاص للمسلمين في الهند ، وارتفعت شعبية الرجلين بين الكشميريين ، مما أدي لتحريك مخاوف الشيخ محمد حيث شعر بتهديد زعامته ومكانته بين الكشميريين ، فما كان منه إلا أن ارتمي في أحضان حزب المؤتمر الهندي والذي ينادي بوحدة الهند تحت القيادة الهندوسية ، وأخذ يروج لفكرة الوحدة بين الناس ويجهر بعدائه للزعيمين  محمد يوسف ، وتشودري غلام ، ورفض الإستجابة لجهود الوساطة التي عرضها الزعيم الباكستاني محمد علي جناح ، وذلك كله لأنه كان يخطط لفكرة آخري ، وهي إستقلال كشمير عن الهند وباكستان من أجل تحقيق حلمه بزعامة البلاد .

واصل الشيخ محمد عبد الله مسلسل السقوط من أجل طموحاته وهوسه بالسلطة ، فأقدم علي خطوة شنيعة عشية ليلة إستقلال باكستان  ـ أغسطس 1947 ميلادية ـ، إذ اتفق مع خصمه وعدوه القديم المهراجا هاري سنج حاكم كشمير الهندوسي علي العمل سوياً من أجل كبح جماح المنادين بالانضمام إلي باكستان ، وأصبح أسد كشمير السابق مدير عمليات الطوارئ في كشمير ، والمسئول عن قمع المجاهدين المطالبين بالإنضمام إلي باكستان ، فما كان من الكشميريين إلا أن لعنوه وهجروه وخلعوا عليه وصف الخائن ، وأصبح أسد كشمير السابق عدو الشعب الكشميري رقم واحد ، ذلك لأنه ومن أجل طموحه وجنونه بالسلطة و الزعامة قد تنكر لمطالب شعبه ، ونسي ما يمليه عليه دينه وشرعه ، وحالف ألد أعداء الأمة ، وما نال الشيخ من كل هذه التنازلات التي بذلها شيئاً ، ولا ذاق طعم السلطة ، وما استقلت بلاده ، بل ظلت حتى كتابة هذه السطور أسيرة الاحتلال الهندوسي الغاشم ، ولم يبؤ من كل ما فعل سوى باللعن والذم والقدح والعار الذي لا تغسله بحور الدنيا كلها .

هذا الكلام نضعه بين يدي الشيخ الترابي الذي تتشابه كثيرا من تفصيلات حياته مع أسد كشمير السابق ، الترابي الذي أفرج عنه اليوم بعد شهرين من الإحتجاز بسبب ما رأته السلطات السودانية تهديداً للأمن الداخلي ، مازال حلمه بالسلطة التي كان يوماً ممسكاً بزمامها يقض مضاجعه ، ويحكم تصرفاته ، وتوجهاته وآراءه ، حتى راحت كل خطواته من هذا المنطلق ، كأنه يريد أن ينتقم ممن أزاحه عن مقعده الوثير يعني البشير، كما قال ذلك الزعيم السوداني الصادق المهدي في حوار له مع جريدة الشرق الأوسط مؤخراً.

الترابي صاحب شخصية شديدة التناقض.

ويطلق الفتاوى المضللة التي خالف بها إجماع الأمة وثوابت الدين والعقيدة، وأثار العديد من الشبهات التي طالما روج لها أعداء الإسلام، وخاصة الشبهات المتعلقة بالمرأة في الإسلام

الترابي صاحب شخصية شديدة التناقض، تارة من أشد المدافعين عن الأمة الإسلامية ، ويقود جهود الدعوة في كل مكان ، حتى أصبح من المرجعيات الإسلامية في الوطن العربي والإسلامي ، ومبادراته يروج لها بقوة العالم الإسلامي ، وتستلهم منهجه العديد من الحركات الإسلامية ، حتى خرج من السلطة سنة 1999 ميلادية ، وبعدها أصبح الترابي شخصاً آخراً بالكلية ، كأنه خلع أقنعته الكثيرة التي كان يتلون بها حسب الحاجة ، وأصبح الرجل حرباً ليس علي البشير وبطانته فحسب ، بل علي السودان كلها ، والأمة الإسلامية قاطبة ، وراح يطلق الفتاوى المضللة التي خالف بها إجماع الأمة وثوابت الدين والعقيدة، وأثار العديد من الشبهات التي طالما روج لها أعداء الإسلام، وخاصة الشبهات المتعلقة بالمرأة في الإسلام، وأصبح الزعيم السابق بوقاً يردد كلام أعداء الإسلام، فأفتى مثلا بجواز نكاح الكتابي للمسلمة ، وجواز إمامة المرأة للرجال، ومساواة المرأة للرجل في الميراث والشهادة ، وجواز تولي المرأة لمنصب الإمامة العظمي، كما قدح في الجهاد وشرعيته ، ووصف كلام واجتهادات العلماء قديما بأنها بائدة ومتخلفة ومتحجرة، والعجيب أن الترابي قد أصبح يردد كلام الهالك محمود محمد طه الذي أعدم لردته أيام جعفر النميري ، وقد كان الترابي نفسه ممن أفتى بردته .

ومن شدة انحرافات الترابي وضلالاته أفتت هيئة كبار العلماء في العديد من الدول الإسلامية بردة كل من يتبني هذه الأقوال ، كما أفتى مجمع الفقه السوداني بردته ودعاه للتوبة ، فما زادته هذه التحركات إلا إصراراً وعتواً .

في سبيل حلمه بالعودة للسلطة وضع الترابي يده في يد كل عدو ومتربص بوحدة السودان وأخرهم المحكمة الدولية لجرائم الحرب

وفي سبيل حلمه بالعودة للسلطة وضع الترابي يده في يد كل عدو ومتربص بوحدة السودان وأخرهم المحكمة الدولية لجرائم الحرب ، وضع يده تارة مع الجنوبيين ، وتارة مع متمردي دارفور مع علمه الوثيق بما يخطط هؤلاء و هؤلاء من الإنفصال عن جسد السودان الأم ، ومع علمه أيضا بالدور الإسرائيلي الكبير في هذه التوترات والقلاقل التي تستهدف أمن السودان وسيادته ووحدته ، ومع ذلك سار الترابي على طريق زعزعة الإستقرار في البلاد من أجل الهدف الأسمى والأبعد ، وهو إزاحة كل من يقف في طريق عودته للسلطة .

الترابي بتلونه السياسي والديني والسلوكي الكبير قد ضرب أسوأ الأمثلة لوصول الإسلاميين للحكم ، فهذا الرجل كان يوما في سدة الحكم في السودان ويمثل مرجعية إسلامية في الحكم والتطبيق ، وهو اليوم يمثل انتهازية المعارضة التي لا تعمل إلا لمصلحتها الخاصة والوصول للحكم بأي ثمن ، مما يجعل الناس يكفرون بأمثال هذه التجارب لوصول الإسلاميين للحكم ، ويصمون الدعاة لتطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية بأنهم طلاب دنيا وهدفهم الوحيد المنصب فحسب ، وبالتالي يرفضون أي تجربة إسلامية في الحكم مهما كان صلاحها .

والخلاصة أن الترابي مازال مهووساً بالسلطة مجنونا بالأمر والنهي ، حالماً جامحا بالكرسي الذي طال شوقه إليه ، ومن أجل ذلك كله ما زال مسلسل السقوط مستمراً ، ولكن الذي فات الترابي وكل من هو علي شاكلته أن التاريخ سيحفظ لهم كل ما فعلوه ، وأسد كشمير خير دليل .

المصدر: مفكرة الإسلام


  عرض كل الأخبار
moncler